فصل: ما جاء على أفعل من هذا الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


4056- المرءُ يَعْجَزُ لاَ مَحَالَةَ

أي لا تَضِيقُ الحيلُ ومخارجُ الأمور إلا على العاجز، والمحالة‏:‏ الحيلة‏.‏

4057- مَنْ نَجلَ النَّاس نَجَلُوهُ

النَّجْلُ ‏:‏ أن تضرب الرجلَ بمقدم رجلك فيتدحرج‏.‏

ومعنى المثل مَنْ شَارَّ الناس شَارُّوه، ويجوز أن يكون من نَجَل إذا رَمَى أو من نَجَل إذا طَعَنَ أي مَنْ رماهم بشَتْم رموه بمثله

4058- مَنْ يَبْغ في الدِّين يَصْلَفُ

أي مَنْ يَطْلُبُ الدنيا بالدين قل حَظُّه منها، وقال الأصمعي‏:‏ يعني أنه لا يحظى عند ‏[‏ص 310‏]‏

الناس ولا يرزق منهم المحبة، والبَغْي‏:‏ التعدِّي أي من يتعدَّ الحقَّ في ديته لم يُحَبَّ لفرط غُلُوه‏.‏

4059- مَنْ حَفَّنا أوْرَفنَّا فَلْيَقْصِدْ

يجوز أن يكون ‏"‏حَفَّنا‏"‏ من ‏"‏حَفَّتِ المرأةُ وجهها‏"‏ إذا أزالت ما عليه من الشَّعَر تزييناً وتحسيناً، و‏"‏رفَّنَا‏"‏ من ‏"‏رَفَّ الغزالُ ثمر الأراك‏"‏ أي تناوله، يريد من تناولنا بالإطراء أو زاننا به فليقتصد‏.‏

قَالَ أبو عبيد‏:‏ يقول من مَدَحنا فلاَ يَغْلُونَّ في ذلك، ولكن ليتكلم بالحق فيه، ويُقَال‏:‏ مَنْ حفنا أي خَدَمنا أو تعطَّفَ علينا ورَفَّنا أي حاطنا، ويُقَال‏:‏ ما لفلاَن حافّ ولاَ رافّ، وذهب من كان يَحُفُّه ويَرُفُّه، أي يخدمه ويحوطه، وروى ‏"‏مَنْ حفنا أو رفنا فليترك‏"‏‏.‏

وهذا قول امرأة، زعموا أن قوماً كانوا يعطفون عليها وينفعونها، فانتهت يوماً إلى نعامة قد غصت بصُعُرُّورَة - والصُعُرُّورَة‏:‏ صَمْغة دقيقة طويلة ملتوية - فألقت عليها ثوبها، وغطت به رأسها، ثم انطلقت إلى أولئك القوم، فَقَالَت‏:‏ مَنْ كان يحفنا أو يرفنا فليترك؛ لأنها زعمت أنها استغنت بالنعامة؛ ثم رجعت فوجدت النعامة قد أساغت الصُّعُرُّورة وذهبت بالثوب‏.‏

يضرب لمن يبطره الشيء اليسير ويثق بغير الثقة‏.‏

4060- مَنْ قَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أَمِرَ فَل

قَالَه أوس بن حارثة‏.‏

أمِرَ‏:‏ أي كثر، يعني من قل أنصاره غَلَب؛ ومن كثر أقرباؤه قل أعداؤه‏.‏

4061- مِنَ الَّلجَاجَةَ مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ

أول من قَالَ ذلك الأسْعَرُ بن أبى حُمْرَان الجُعْفي، وكان راهَنَ على مُهْرٍ له كريم فَعَطِبَ، فَقَالَ‏:‏

أهْلَكْتُ مُهْرِي فِي الرَّهَانِ لِجَاجَةً * وَمِنَ الَّلجَاجَةِ مَا يَضُرُّ وَيَنْفُع

4062- مِنْ غَيْرِ خَيْرٍ طَرَحَكِ أهْلُكِ

يُقَال‏:‏ إنه كان رجلٌ قبيحُ الوجهِ، فأتى على محلة قوم قد انتقَلُوا عنها، فوجد مرآة، فأخذها فنظر فيها إلى وجهه، فلما رأى قُبْحَه فيها طرحَهَا، وقَالَ‏:‏ من غير خيرٍ طَرَحَكِ أهلُكِ، فذهبت مثلاً‏.‏

4063- مِنْ مأمَنِهِ يؤتَى الحَذِرُ

هذا المثل يُرْوَى عن أكْثَمَ بن صيفي التميمي، أي أن الحَذَرَ لاَ يدفع عنه ما لاَ بد له منه، وإن جَهِدَ جَهْده، ومنه الحديث ‏"‏لاَ ينفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ‏"‏‏.‏‏[‏ص 311‏]‏

4064- المَوْتُ دُونَ الجَمَلِ المُجَلّلَ

أول من قَالَ ذلك عبدُ الرحمن بن عَتَّاب بن أَسِيد بن أبي العاص بن أمية، وكان يقاتل يوم الجمل ويرتجز‏:‏

وَاْلمَوتُ دُونَ الَجَمَلِ الْمُجَلَلِ

يعني جمل عائشة، وقُطعت يَدُه يومئذ وفيها خاتمه، فاختطفها نسرٌ فطرحها باليمامة، فعرفت يده بخاتمه، ويُقَال‏:‏ إن علياً رضي الله عنه وقَفَ عليه وقد قُتلَ فقال‏:‏ هذا يَعْسُوب قريشٍ، جَدَعْتُ أَنْفِي وشَفيتُ نفسي‏.‏

4065- المُلْكُ عَقِيمٌ

يعني إذا تنازع قوم في ملك انقطعت بينهم الأرحام، فلم يُبْقِ فيه والد على ولده، فصار كأنه عقيم لم يُولَد له‏.‏

4066- المَحْقُ الخَفِيُّ أَذْكَارُ الإبل

يعني إذا نتجت الإبل ذكوراً محق مال الرجل، ولاَ يعلمه كل أحد

4067- مَنْ شَمَّ خِمَارَكِ بَعْدِي‏؟‏

أي ما نَفَّرَكِ عنى‏؟‏‏.‏

يضرب لمن نفر بعد السكون

4068- مَن يَمْدَحُ العَروسَ إِلاَ أهْلُهاَ‏؟‏

يضرب في اعتقاد الأقارب بعضهم ببعض وعجبهم بأنفسهم

قيل لأعرابي‏:‏ ما أكثر ما تمدح نفسك‏!‏ قَالَ‏:‏ فإلى من أكِلُ مَدْحَها‏؟‏ وهل يمدح العروسَ إلاَ أهلها‏؟‏

4069- مَنْ يَأتِ الحَكَمَ وَحْدَهُ يُفْلِحْ‏.‏

لأنه لاَ يكون معه مَنْ يكذبه‏.‏

4070- مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ هو رجل من العَمَاليق، أتاه أخ له يسأله، فَقَالَ له عرقوب‏:‏ إذا أطْلَعَتْ هذه النخلة فلك طَلْعها، فلما أطلهت أتاه للعِدَةِ، فَقَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير بَلَحا، فلما أبْلَحَتْ قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصيرَ زَهْوًا، فلما زَهَت قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير رُطَبا، فلما أرْطَبَتْ قَالَ‏:‏ دَعْها حتى تصير تمراً، فلما أتْمَرَتْ عمد إليها عرقوبٌ من الليل فجدَّها ولم يُعْطِ أخاه شيئاً، فصار مثلاً في الخُلْفِ، وفيه يقول الأشجعي‏:‏

وَعَدْت وَكاَنَ الخُلْفُ مِنْك سَجِيَّةً * مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أخَاهُ بِيَتْربِ

ويروى ‏"‏بيثْرِب‏"‏ وهي مدينة الرسول عله أفضل الصلاَة والسلم، ويترب - بالتاء وفتح الراء - موضع قريب من اليمامة، وقَالَ آخر‏:‏

وأكْذَبُ مِنْ عُرْقُوبِ يَتْرَبَ لَهْجَةً * وأبْيَنُ شُؤماً في الْحَواَئجِ مِنْ زُحَلْ‏[‏ص 312‏]‏

4071- مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَقَعْقَعْ عَمَدُهُ

أي لاَ بدَّ من افتراق بعد اجتماع، ويُقَال في معناه‏:‏ إذا اجتمع القومُ وتقاربوا وقَعَ بينهم الشر فتفرقوا‏.‏

4072- مَتَى يأتى غُوَاثُكَ مَنْ تُغِيثُ‏؟‏

يضرب في استبطاء الغَوْث، وللرجل يَعِدُ ثم يَمْطُلُ‏.‏

يُقَال‏:‏ غَوَّثَ الرجلُ، إذا قَالَ‏:‏ واغَوْثَاه، والاسم الغَوْث والغُوَاث والغَوَاث، قَالَ الفراء‏:‏ لم يأت في الأصوات شيء بالفتح غيره، وإنما يأتى بالضم كالبُكاَء والدُّعاء أو بالكسر كالنَّدَاء والصيَّاح‏.‏

4073- منْ يَمشِ يَرْضىَ بماَ رَكِبَ

يضرب للذي يُضْطَرَّ إلى ما كان يرغب عنه

4074- مَنْ عَالَ بَعْدَها فَلاَ اجْتَبَرْ

يُقَال‏:‏ جَبَرهُ فَجَبَر وانْجَبَرَ واجْتَبَر، وعال‏:‏ أي افتقر يَعيلُ عَيْلَة‏.‏ وهذا من قول عمرو بن كلثوم‏:‏

مَنْ عَالَ مِنَّا بَعدَهاَ فَلاَ اجْتَبَرْ * وَلاَ سَقَي الماء وَلاَ رَعَى الشَّجَرْ

4075- مَنْ لاَحَاكَ فَقَدْ عَادَاكَ

اللَّحْىُ والّلحْو‏:‏ القَشْر، أي من تعرض لَقشْر عِرْضك فقد نَصَب لك العَدَاوة

والمثل من قول أكْثَمَ بن صَيْفي

وفي الحديث‏:‏ إن أول ما نهاني ربي عنه بعد عِبادة الأوثان شرب الخمور ومُلاَحاة الرجال‏.‏

4076- مَنْ حَقَرَ حَرَمَ

يُقَال‏:‏ حَقَرتْهُ واُحْتَقَرتُهُ واسْتَحْقَرتْه، إذا عددته حقيراً، أي من حَقَر يسيراً ما يقدِر عليه ولم يقدر على الكثير ضاعتْ لديه الحقوق‏.‏

وفي الحديث‏:‏ لاَ تَرُدُّوا السائلَ ولو بظِلْفٍ مُحْرَقٍ‏.‏

4077- مَنْ صَانَعَ الحَاكِمَ لَمْ يَحْتَشِمْ

أي مَنْ رَشَا الحاكمَ لم يحتشم من التبسُّط عليه، وروى أبو عبيد ‏"‏مَنْ صانَعَ بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة‏"‏

يضرب في بَذْل المال عند طلب المراد

4078- مَنْ يَلْقَ أبَطَالَ الرِّجَالِ يُكْلَمِ

قَالَه عَقيل بن علقمة المرى ‏(‏هكذا وقع في أصول هذا الكتاب، وما أراها تصح، ولعلها ‏"‏عقيل بن علفة‏"‏ والذي في اللسان ‏"‏قَالَ الأَصمعي‏:‏ هذا رجز يتمثل به لأبى أخزم الطائي، قَالَ ابن برى‏:‏ كان أحزم عاقاً لأبيه، فمات وترك بنين عقوا جدهم وضربوه وأدموه فَقَالَ في ذلك‏)‏

وقد رماه ‏[‏ص 313‏]‏ عمَلَّس ابنه بسهم فحلَّ فخذه، وهي أبيات منها‏.‏

إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ * شِنْشَةٌ أعْرَفُهَا مِنْ أخْزَمِ

مَنْ يَلْقَ أبْطَالَ الرِّجَالِ يُكْلَمِ*

4079- مَنْ لاَ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ يُهْدَمْ

أي مَنْ لم يدفع عن نفسه يُظْلم ويُهْضَم

4080- مِنَ العَجْزِ وَالتَّوَانِي نُتِجَتِ الفَاقَةُ

أي هما سبب الفقر‏.‏

وهذا من كلام أكْثَمَ بن صَيْفي، حيث يقول‏:‏ المعيشة أن لاَ تنى في استصلاَح المال والتقدير، وأحوج الناس إلى الغنى مَنْ لم يُصْلحه إلاَ الغني، وكذلك الملوك، وإن التغرير مفتاح البؤس، ومن التواني والعجز نُتِجَتِ الفاقة، ويروى ‏"‏الهلكة‏"‏

قوله ‏"‏التغرير مفتاح البؤس‏"‏ يريد أن مَنْ كان في شدة وفقر إذا غَرَّر بنفسه بأن يُوقِعَهَا في الأخطار ويحمل عليها أعباء الأسفار يُوشِك أن يفتح عنه أقفال البُوس، ويرفل من حسن الحال في أضْفى الّلبوس‏.‏

ومثل ما حكي من كلام أكثم بن صيفي ماحكاه المؤرِّجُ بن عمرو السَّدُوسي قَالَ‏:‏ سأل الحجاجُ رجلاً من العَرَب عن عشيرته قَالَ‏:‏ أي عشيرتك أفضَل‏؟‏ قَالَ‏:‏ أتقاهم لله بالرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، قَالَ‏:‏ فأيهم أسْوَدُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أرْزَنُهم حِلْما حين يُسْتَجْهل وأسخاهم حين يُسْأل، قَالَ، فأيهم أدهى‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ كتم سِرَّه ممن أحَبَّ مخافة أن يشارَّ إليه يوماً، قَالَ‏:‏ فأيهم أكْيَسُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ يصلح ماله ويقتصد في معيشته، قَالَ‏:‏ فأيهم أرفق‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ يُعْطِي بِشْرَ وجهه أصدقاءه، ويتلطف في مسألته، ويتعاهد حقوق إخوانه في إجابة دَعَوَاتهم، وعيادة مَرْضَاهم، والتسليم عليهم، والمشي مع جَنَائِزهم، والنصح لهم بالغَيْب، قَالَ‏:‏ فأيهم أفْطَن‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ عرف ما يوافق الرجال من الحديث حين يجالسهم، قَالَ‏:‏ فأيهم أصْلَبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ من اشتدَّتْ عارضُته في اليقين، وحزم في التوكل، ومَنَعَ جَارُهُ من الظلم‏.‏

4081- مَوْتٌ لاَ يَجُرُّ إلَى عَارٍ خَيْرٌ مِنْ عَيْشٍ رَمَاقٍ

يُقَال‏:‏ ما في عَيْشِ فلاَنٍ رَمَقَة ورَمَاق، أي بُلْغَةَ، والمعنى مُتْ كريماً ولاَ تَرْضَ بعيش يمسك الرَّمَقَ‏.‏

4082- مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ

أي إنما يكرمُكَ لأرَبٍ له فيك،‏[‏ص 314‏]‏ لاَ لمحبة لك، يُقَال‏:‏ مَأرُبَةٌ ومَأْرَبَة، وهما الحاجة، وحَفِيَ بِهِ حَفَاوَةً؛ إذا اهتمَّ بشأنه وبالغ في السؤال عن حاله، ورفع ‏"‏مأربة‏"‏ على تقدير هذه مأربة، ومن نَصَبَ أراد فَعَلْت هذا مأربة، أي للمأربة لاَ للحَفَاوة‏.‏

4083- مِنْ دُونِ ما تُؤمِّلُهُ نَهَابِرُ

قَالَ أبو عمرو‏:‏ النَّهَابِرُ‏:‏ ما تجهم لك من الليل من وادٍ أو عَقَبة أو حُزُونة‏.‏

يضرب في الأمر يشتدُّ الوصولُ إليه‏.‏

4084- مَوْلاَكَ وَإنْ عَنَاكَ

أي هو وإن جهل عليك فأنت أحقُّ مَنْ تحمَّل عنه، أي اسْتَبْقِ أرْحَامَكَ و ‏"‏مولاَك‏"‏ في موضع النصب، على التقدير احفظ أو رَاعِ مولاَك

4085- مَنْ لَكَ بِدَنَايَةِ لَوْ ‏(‏كذا، وأحسبه ‏"‏بذنابة لو‏"‏‏)‏

أي مَنْ لك بأن يكون ‏"‏لو‏"‏ حقاً، وقَالَ‏:‏

تَعَلَّقْتُ من أذْنَابِ لَوٍّ بلَيْتَنِي * وَلَيْتٌ كَلَوٍّ خَيْبَةٌ ليس تَنْفَعُ

4086- مَنْ سَبَّك‏؟‏ قَالَ‏:‏ منْ بَلَّغَنِى أي الذي بَلَغَكَ ما تكره هو الذي قَالَه لك؛ لأنه لو سكت لم تعلم

4087- مَشَى إلَيْهِ المَلاَ وَالبَرَاحَ

هما بمعنى واحد، أي مَشَى إليه ظاهراً وهذا قريب من مضادة قولهم

4088- مَشَى إلَيْهِ الخَمَرَ، وَدَبَّ لَهُ الضَّرَاءَ

4089- مُعَاوِدُ السَّقىِ سُقِيَ صَبِياً

يضرب لمن جَرَّبَ الأمور وعمل الأَعمال ونصب ‏"‏صبيا‏"‏ على الحال، أي عَاوَدَ هذا الأمر وعالجه مذ كان صبياً

4090- مَنْ قَنَعَ بِمَا هُوَ فيهِ قَرَّتْ عَيْنُهُ

4091- وَمَنْ لَبِسَ يَأساً عَلَى ما فَاتَهُ وَدَّعَ بدَنَهُ

4092- ومَنْ رَضِيَ بِاليَسِيرِ طَابَتْ مَعِيْشَتُهُ

4093- ومَنْ عَتَبَ عَلَى الدَّهْرِ طَالَتْ مَعِتْبَتُهُ

هذا من كلام أكثم بن صيفي

4094- مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِهِ‏؟‏

ويروى عن ‏"‏أدْرَاجِه‏"‏ وهما جمع دَرَج أي عن وَجْهه الذي توجه له

يروى أن زيد صُوحَان العَبْدِي حين أتاه رسولُ عائشة رضي الله عنها بكتاب فيه‏:‏ من عائشَةَ أم المؤمنين إلى ابنها الخالص زيدِ بن صُوحَان، تأمره بتَثْبيط أهل الكوفة ‏[‏ص 315‏]‏ عن المسـارعة إلى علي رضي الله عنه، فَقَالَ زيد بن صُوحَان‏:‏ أمِرْتُ بأمر وأمِرْنا بأمرٍ، أُمِرْنَا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة، وأُمِرَتْ أن تقعُدَ في بيتها، فأمرتْنَا بما أمِرَتْ ونهتنا عما أمِرْنَا به، ثم دخل مسجدَ الكوفة، فرفع يده اليسرى - وكانت قد قُطِعَتْ يوم اليَرْمُوك - ثم قَال فيما يقول‏:‏ مَنْ يُردُّ الفرَات عن دِرَاجه‏؟‏ يعنى أن الأمر خرج من يده، وأن الناس عزموا على الخروج من الكوفة، فهو لاَ يقدر أن يَرُدَّهم من فَوْرِهم هذا‏.‏

4095- مَذقِتي أحَبُّ إليَّ مِنْ مَخْضَةِ آخَرَ‏.‏

هذا الكلام مثلُ قولهم ‏"‏غَثُّكَ خيرٌ من سمين غيرك‏"‏

4096- مَنْ عَضَّ عَلَى شِبْدِعِهِ أمِنَ الآثامَ‏.‏

أي من عَضَّ على لسانه أمِنَ عقوبَةَ الإثم وجَزَاءه‏.‏

4097- مَنَاجِلُ تَحْصُدُ ثِنَّا بِالياً‏.‏

الثِّنُّ‏:‏ يَبِيسُ الحشيش، والمِنْجَلُ‏:‏ ما يُحْصَدُ به ويُنْجَل أي يُرْمَى‏.‏

يضرب لمن يَحْمَدُ من لاَ يبالي بحمده إياه

4098- مِنْ غَيْرِ مَا شَخْصٍ ظَلِيْمٌ نَافِرٌ

‏"‏ما‏"‏ صلة، والظَّليم‏:‏ ذكر النَّعَام، وهو أشدُّ الدوابِّ نفوراً‏.‏

يضرب لمن يشكو صاحبه من غير أن يكون له ذنب‏.‏

4099- مَظْلُوم وَطْبٍ يَشْرَبُ المُحَبَّبُ

المَظْلُوم والظَّليم‏:‏ اللبن الذي يُحْقَن ‏(‏يحقن‏:‏ يجمع في السقاء حليبه على رائبه، وهذا اللبن حقين، وسقاؤه المحقن‏.‏‏)‏

ثم يُشْرَب قبل أن يَرُوبَ، والمَحَبَّب‏:‏ الممتلئ رِياًّ، يقال‏:‏ شربت الإبل حتى تَحَبَبَتْ، أي تملأَت من الماء‏.‏

يضرب لمن أصاب خيراً ولاَ حاجَةَ به إليه كمن يشرب اللبن وهو رَيَّان‏.‏

4100- مَقْنأةٌ رِيَاحُهَا السَّمَائِمُ

المَقْنأة والمَقْنُوة، يهمزان ولاَ يهمزان، وهما المكان لاَ تَطْلُع عليه الشمس، والسَّمُوم‏:‏ الريح الحارة، تقول‏:‏ ظِلٌّ في ضِمْنِهِ سَمُوم يضرب للعريض الجاه العزيز الجانب يُرْجَى عنده الخير، فإذا أوى إليه لاَ يكون له حسن مَعُونة ونظر‏.‏

4101- مَخَالِبُ تَنْسُرُ جِلْدَ الأَعْزَلِ

النَّسْر‏:‏ نَتَفُ البازي اللحمَ بمَنْسِرِه، أي مِنَقَاره، والأَعْزَلُ‏:‏ الذي لاَ سِلاَح معه، ‏[‏ص 316‏]‏ والطائر الأَعزل الذي لاَ قُدرة له على الطيران، ومنه قول لَبيد‏:‏

لما رأى لُبَدُ النُّسُورَ تَطَايَرَتْ * رَفَعَ القَوَادمَ كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ

الفقير‏:‏ المكسور الفقار‏.‏

يضرب لمَنْ يَظْلم مَنْ دونه‏.‏

4102- مَشِيمَةٌ تَحْمِلُها مِئْنَاثٌ

المَشِيمة‏:‏ ما يكون فيه الوَلَدُ في الرحم، والمئناث‏:‏ التي من عادتها أن تلد الإناث‏.‏

يضرب للرجل لاَ يَسَرُّ به أحد ولاَ يُرْجَى منه خير‏.‏

4103- مَشَامُ مُرْبِعٍ رَعَاهُ مُصِيفٌ

المَشَام‏:‏ الموضِعُ يُنْظَر فيه إلى البرق، والمُرْبِع‏:‏ الذي نتجت إبله في الربيع، والمُصيف‏:‏ الذي نتجت إبله في آخر زمان النتاج

يضرب لمن انتفع بشيء تَعَنَّي فيه غيرُه

4104- مُجيلُ القِدْحِ وَالجَزُورُ تَرْتعُ

الإجالة‏:‏ إدارة القِدْح في المَيْسِر، ولاَ يُجَال القِدْح إلاَ بعدما تُنْحَر الجزورُ ويُقْسَم أجزاؤها‏.‏

4105- مَخَيْلَةٌ تَقْتُلُ نَفْسَ الخَائلِ

المَخِيلَة‏:‏ الخُيَلاَء، والخَائل‏:‏ المُخْتال، يُقَال‏:‏ خالَ يَخَالُ خَالاً، وجمع الخائل خَالَة مثل بأئِعٍ وبَاعَةٍ‏.‏

يضرب لمن يُورِدُ نفسَه مَوَاردَ الهَلَكة طلباً للتَّرَؤُّسِ

4106- مَسَّ الثَّرَى خَيْرٌ مِنَ السَّرَابِ

أي اقتصارُكَ على قليلك خير من اغترارك بمال غيرك‏.‏

4107- مُمَالِحَانِ يَشْحَذَانِ المُنْصُلَ ‏(‏ممالحان‏:‏ وصف من الممالحة، وهي المؤاكلة، والمنصل‏:‏ السيف‏.‏‏)‏

يضرب للمتصافيين ظاهراً المتعاديين باطناً

4108- مَنْ خَشِيَ الذِّئْبَ أَعَدَّ كَلْبَاً

يضرب عند الحَثِّ على الاستعداد للأَعداء

4109- مَنْ سَئمَ الحَرْبَ اقْتَوَى لِلسلْمِ

الاقْتِوَاء‏:‏ الانعطافُ، وأصله من التقاوى بين الشركاء، وهو أن يشتروا شيئاً رخيصاً ثم انعطفوا فتزايدوا في ثمنه حتى بلغوا به غاية ثمنه عندهم‏.‏

يضرب في التحذير لمن خاف شيئاً فتركه، ورجع إلى ما هو أسْلَمُ له منه‏.‏

4110- أمْهِ لكَ الوَيْلُ فَقَدْ ضَلَّ الجَمَلُ

يُقَال‏:‏ أمْهَى الفرسَ، إذا أجْرَاه وأحْمَاه في جَرْيه‏.‏

يقول‏:‏ أعِدَّ فرسَكَ فقد ضَلَّ جملُكَ‏.‏ ‏[‏ص 317‏]‏

يضرب لمن وقع في أمر عظيم يؤمر ببذل ما يطلب منه لينجو‏.‏

4111- مُفِّوزٌ عَلَّقَ شَنّاً باَليِاً

فَوَّزَ الرجلُ‏:‏ إذا ركب المَفَازة، والشَّنُّ‏:‏ القربة البالية‏.‏

يضرب للرجل يحتمل أموراً عظيمة بلاَ عُدَّة لها منه‏.‏

4112- مَنْ أَنْفَقَ مَالَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَلاَ يَتَحمَّدْ بِهِ عَلَى النَّاسِ

ويروى ‏"‏إلى الناس‏"‏ فمن وَصله بعلى أراد فلاَ يَمْتَنَّ به على الناس، ومن وصله بإلى أراد فلاَ يخطبن إليهم حمده‏.‏

4113- مَنْ فَسَدَتْ بِطَانَتُهُ كانَ كَمَنْ غُصَّ بِالماءِ

البطَانة‏:‏ ضدُّ الظِّهارة، جعلت لقربها من اللابس مثلاً لمن يَخَضُّ مداخلَةَ ومعاملَةً وهذا من كلام أكثم بن صيفي، يريد إذا كان الأمر على هذه الحالة فلاَ دواء له؛ لأن الغاصَّ بالطعام يلجأ إلى الماء، فإذا كان الماء هو الذي يغصه فلاَ حيلَةَ له، فكذلك بطانة الرجل وأهل دِخْلَتِهِ، كما قَالَ‏:‏ ‏(‏البيت لعدي بن زيد العبادي‏)‏

لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ * كُنْتُ كَالغَصَّانِ بِالماء اعتِصَارِي

4114- مُعَاتَبَةُ الإخْوَانِ خَيْرٌ مِنْ فَقْدِهِم

هذا مثل قولهم‏:‏

وَفِي العِتَابِ حَيَاةٌ بَيْنَ أقْوَامِ*

4115- مِنْ حُسْنِ إسلام المَرْء تَرْكُه مَالاَ يَعنيِهِ

هذا المثلُ يُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن لقمان الحكيم أنه سُئِل‏:‏ أي عملِك أوثقُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ تركي مالاَ يعنيني، وقَالَ رجل للأحنف‏:‏ بِمَ سُدْتَ قَوْمَك‏؟‏ وأراد عيه، فَقَالَ اللأحنف‏:‏ بتَرْكِي من أمرك مالاَ يعنيني كما عَنَاكَ من أمري ما لا يَعْنيكَ، وقَالَ أيضاً‏:‏ ما دخلت بين اثنين قَطُّ حتى يكونا هما يدخلاَنِّي في أمرهما، ولاَ أقمِتُ عن مجلسٍ قط، ولاَ حُجِبْتُ عن باب، يريد لاَ أجلس إلاَ مجلساً أعلم أني لاَ أقامُ عن مثله، ولاَ أقف على باب أخاف أن أحْجَبَ عن صاحبه‏.‏

4116- مَنْ يزرَعِ الشَّوْكَ لاَ يَحْصُدْ بِهِ العِنَبَا

لاَ يُقَال‏:‏ حَصَدتُ العنبَ، وإنما يُقَال‏:‏ قَطَفْتُ، ولكنه وضع الحصد بإزاء الزرع، وقوله ‏"‏به‏"‏ أراد ببدَله ‏(‏في أصول هذا الكتاب ‏"‏بيذله‏"‏ تصحيف‏)‏

ويجوز أن يريد ‏[‏ص 318‏]‏ بزَرْعه، أي لاَ يحصد العنب بزَرْعِهِ الشوكَ، والمعنى من أساء إلى إنسان فليتوقَّعْ مثله‏.‏

4117- مُكْرَهٌ أَخُوكَ لاَ بَطَلٌ

هذا من كلام أبى حَنَشٍ خال بَيْهسْ الملقب بنَعَامة، وقد ذكرت قصته في باب الثاء عند قوله ‏"‏ثكل أرأمها ولداً ‏(‏انظر المثل 771‏)‏‏"‏

يريد أنه محمولٌ على ذلك، لاَ أن في طَبْعه شجاعة يضرب لمن يُحْمَل على ماليس من شأنه

4118- مَرَّةً عَيْشٌ ومَرَّةً جَيْشٌ

قَالَ أبو زيد‏:‏ أصْلُه أن يكون الرجل مرةً في عيش رَخِيٍّ ومرةً في جيش غزاة وارتَفَع عيش وجَيش لأنه في تقدير خبر الابتداء، كأنه قَالَ‏:‏ الدهرُ عيش مرة وجيشٌ أخرى، أي ذو عيش، عَبَّرَ عن البَقَاء بالعَيْش وعن الفَنَاء بالجيش لأن مَنْ قاد الجيشَ ولاَ بَسَ الحرب عَرَّض نفسه للفناء

4119- مَنْ ضَاقَ عَنْهُ الأقْرَبُ أَتَاحَ الله لَهُ الأَبْعَدَ

4120- مَنْ يَرْ نَأيَقُلْ سَوَادٌ رَكِبَ

يضرب في التَّوَافُقِ والاجتماع

4121- المَرْءُ يُعْرَفُ لاَ ثَوْبَاهُ

يضرب لذي الفَضْل تَزْدَريه العينُ لتقشُّفه

4122- مَنْ لَمْ يُغْنِيهِ مَا يَكْفِيهِ أعْجَزَهُ ما يُغْنِيهِ

يضرب في مدح القَنَاعة

4123- مَوْتٌ فِي قُوتٍ وَعِزٍّ أَصْلَحُ مِنْ حَيَاةٍ في ذُلٍّ وَعَجْزِ

4124- مَنْ مَحَّضَكَ مَوَدَّتَهُ فَقَدْ خَوَّلَكَ مُهْجَتَهُ

يُقَال‏:‏ مَحَّضْتُه الوُدَّ وأمْحَضْتُه، إذا أخْلَصْتَ له المودة‏.‏

4125- مَنْ يكُنِ الطَّمَعُ شِعَارَهُ يكُنْ الجَشَعُ دِثَارَهُ

4126- مِنَ الحَبَّةِ تَنْشَأ الشَّجَرَةُ

أي من الأمور الصِّغَار تنتج الكبار

4127- مَنْ يُعَالِجْ مالَكَ غَيْرَكَ يَسأَمْ

هذا مثل قولهم ‏"‏ما حَكَّ ظَهْرِي مثل ظفري‏"‏

4128- مِنْ شُفْرِهِ إلى ظُفْرِهِ

يضرب لمن رَجَعَ إلى ما كاده في شأن غيره‏.‏

4129- مَنْ جَزِعَ اليَوْمَ مِنَ الشَّرِّ ظَلَم

يضرب عند صلاَح الأمر بعد فساده

أي لا شر يجزع منه اليوم ‏[‏ص 319‏]‏

4130- مَنْ جَعَلَ لِنَفْسِهِ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِإخْوَانِهِ نَصِيباً أراحَ قَلْبَهُ

يعني أن الرجل إذا رأى من أخيه إعراضاً وتغيراً فَحَمَله منه على وجهٍ حَسَنٍ وطلب له المخارج والحذر خَفَّفَ ذلك عن قلبه وقَلَّ منه غيظه، وهذا من قول أكثم بن صيفى‏.‏

يضرب في حسن الظن بالأخ عند ظهور الجفاء منه‏.‏

4131- مَنْ ذَهِبَ مَالُهُ هَانَ عَلَى أهلِهِ

يضرب في إكرام المَلِىءِ‏.‏

ويروى عن رجل من أهل العلم أنه مَرَّ به رجل من أرباب الأموال، فتحرك له وأكرمه وأدناه، فقيل له بعد ذلك‏:‏ أكانت لك إلى هذا حاجة‏؟‏ قَالَ‏:‏ لا، والله، ولكني رأيت المال مَهِيناً، ويروى ‏"‏ذا المالِ مَهيباً‏"‏

4132- مَنْ نَهَشَتهُ الحَيَّةُ حَذِرَ الرَّسَنَ الأَبلقَ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ هذا من أمثال العامة، قَالَ الشاعر‏:‏

إنَّ الَّلسِيعَ لَحَذِرٌ مُتَوَجِّسٌ * يَخْشَى وَيَرْهَبُ كُلَّ حَبْلٍ أبْلَقِ

4133- المَرْأَةُ مِنَ المَرْءِ، وكلُّ أَدْماءَ مِنْ آدَمَ

يُقَال هذا أولُ مثلٍ جَرَى للعرب

4134- مَنْ نَامَ لاَ يَشَعْرِ بِشَجْوِ الأرِقِ

يضرب لمن غَفَلَ عما يعانيه صاحبُه من المشقة‏.‏

4135- مُحَلِّيءٌ يَمْشِي لِحَوْضٍ لاَئِطاً

يُقَال‏:‏ حَلأتُ الإبل عن الماء، إذا منعَتَها الورود، والَّلوطُ‏:‏ أن تُصْلِحَ الحوضَ وترمه‏.‏

يضرب لمن يتعنى في أمرٍ لاَ يستمتع به

4136- مَنْ طَلَبَ شَيْئَاً وَجَدَهُ

أولُ مَنْ قَالَ ذلك عامر بن الظَّرِبِ، وكان سيدَ قومه، فلما كبر وخشي عليه قومُهُ أن يموت اجتمعوا إليه وقَالَوا‏:‏ إنك سيدُنا وقائلنا وشريفنا، فاجعل لنا شريفاً وسيداً وقائلاً بعدك، فَقَالَ‏:‏ يا معشر عَدْوَان كلفتموني بَغْيا، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسي، فأنَّي لكم مثلى‏؟‏ افهموا ما أقول لكم، إنه مَنْ جَمَعَ بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطلُ أولى به، وإن الحق لم يزل ينفر من الباطل ولم يزل الباطل ينفر من الحق، يا معشر ‏[‏ص 320‏]‏ عَدْوَان لاَ تَشْمَتُوا بالذلة، ولاَ تفرحوا بالعزة فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن يُرِ يوماً يُرَ به، ‏(‏انظر المثل 4037‏)‏

وأعدُّوا لكل امرئ جَوَابه، إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال، وفيها ذمامة، ولليد العُلْيا العاقبة، والقود راحة، لاَ لك ولا عليك، وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغَلَبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يُوشك أن يقع قريباً منه‏.‏

4137- مِنْ أَبْعَدِ أدْوَائِهَا تُكْوَى الإبل

يضرب للذي يَذْهَبُ في الباطل تائها ويَدَع ما يعنيه‏.‏

4138- مِلْءُ عَيْنَيْكَ شَيْءُ غَيْرِكَ

يضرب عِندَ اليأس مما في أيدي الناس

4139- مَنْ مَلَكَ اسْتَأثَرَ

يضرب لمن يَلِي أمراً فيُفْضِل عَلَى نفسه وأهلِهِ فَيُعَابُ عليه فعله‏.‏

4140- مَنْ لَكَ بِأخٍ مَنِيعٍ حَرْجُهُ

أي حَرِيمه‏.‏

يضرب للمانع لما وَرَاء ظهره لاَ يَطْمَع فيه أحد

4141- مَنْ لاَ يُدَارِي عَيْشُهُ يُضلَّلُ

أي مَنْ لم يحسن تدبيرَ عيشِه ضُلِّلُ وحُمِّقَ

4142- مَأْتِيٌّ أَنْتَ أيُّهاَ السَّوادُ

يضرب لمنْ يتوعَّدُ، أي سألقاك ولا أبالي بك

4143- مَرْحَى مَرَاحِ

مثل قولك ‏"‏صُمِّى صَمَامِ‏"‏ يريد به الداهية، قَالَ الشاعر‏:‏

فأسْمَعَ صَوْتُهُ عَمْراً فَوَلَّى * وَأَيْقَنَ أنَّهَا مَرْحَى مَرَاحِ

4144- ماكانَ مَرْبًوباً لَمْ يَنْضَحْ

النَّضْحُ‏:‏ مثل الرَّشَح، يعني إذا كان السقاء مربوباً لم يرشح بما فيه أي إذا كان سرك عند رجل حَصِيفٍ لم يظهر منه شيء

4145- أمَعَنا أنْتَ أَمْ في الجَيْشِ‏؟‏

أي أعَلَيْنا أنتَ أم معنا بنُصْرَتك‏؟‏

4146- مِنْكِ الحَيْضُ فَاغْسِلِيهِ

أي هذا منك فاعتذري

وهذا مثل قولهم ‏"‏يَدَاكَ أو كَتَا وَفُوكَ نَفَخَ‏"‏

4147- مُعْتَرِضٌ لِعَنْنٍ لَمْ يَعْنِهِ

يضرب للمعترض فيما ليس من شأنه والعَنَنُ‏:‏ شَوْطُ الدابة وأول الكلام ‏[‏ص 321‏]‏

4148- مُحْترَسٌ مِنْ مِثْلِهِ وَهُوَ حارِسٌ

أي الناس يحترسون منه ومن مثله وهو حارس‏.‏

وهذا كما تقول العامة ‏"‏اللهم احفظنا من حافظنا‏"‏

وإنما أوْرَدَ أبو عبيد هذا المثل مع قولهم ‏"‏عَيَّرَ بحَيْر بجرَة‏"‏ لأن الحارس

يبرئ نفسه السارقةَ وينسبها إلى غيره

قَالَ الأَصمعي‏:‏ يضرب للرجل يُعَيِّرُ الفاسقَ بفعله وهو أخبث منه‏.‏

4149- مِنْ حَظِّكَ مَوْضِعُ حَقَّكَ

ويروى ‏"‏مَوْقِع‏"‏ أي وقوعُ حقك نتيجة حظك، يريد أن وجوده منه وبسببه، ويجوز أن يريد من حظك وبَخْتِك أن يكون حاملُ حقك مَلِيَّا يقوم بأدائه، ولاَ يعجز عن قضائه، وهذا معنى قول أبي عبيد، فإنه قَالَ‏:‏ إن معناه أن مما وَهَبَ الله تعالى لعباده من الحظوظ أن يعرف للرجل حقه ولاَ يبخسه قلت‏:‏ وتقدير المثل حُسْنُ موضع حقك معدود عليك من حظك‏.‏

4150- مَنْ كَانَ مُحَاسِيَنَا أو مُوَاسِيَنَا فَلْيَتَفَّرْ

يضرب هذا في موضع ‏"‏مَنْ كان يَحُفُّنا أو يَرْفُّنا فليترك‏"‏ وقد مر ذكره‏.‏

وقوله ‏"‏فَلْيَتَّفِرْ‏"‏ من الوَفْرِ‏.‏

4151- مَنْ أَجْدَبَ انْتَجَعَ

يضرب للمحتاج فيُقَال‏:‏ اطلُبْ حاجتك من وجه كذا‏.‏

يُقَال‏:‏ تَغَدَى صَعْصَعة بن صُوحان عند معاوية رضي الله عنه، فتناول من بين يدي معاوية شيئاً فَقَالَ‏:‏ يا ابن صُوحان انتجعت من بُعْدٍ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ أجْدَبَ انْتَجَعَ‏.‏

4152- مَنْ بَاعَ بِعِرْضِهِ أنْفَقَ

أي من تعرض ليشتمه الناسُ وجدَ الشتمَ له حاضراً، ومعنى أنفق وَجَدَ نَفَاقاً‏.‏

4153- مَنْ يأكُلْ بِيَدَيْنِ يَنْفَدْ

أي من قصد أمرين ولم يصبر على واحد فيخلص له ذهب منه الأمران جميعاً‏.‏

4154- مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى حَيْرِ جارِهِ أصْبَحَ عَيْرُهُ فِي النَّدَى

يعنى المطر، والحَيْر‏:‏ الإصطبل، وأصله حظِيرَة الإبل‏.‏

4155- مَنْ أَكَلَ مَرَقَةَ السُّلْطَانِ احْتَرقَتْ شَفَتَاهُ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ

4156- مَررْتُ بِهِمْ بَقْطاً

أي متفرقين، وذهبوا في الأَرض بَقْطَا، قَالَ الشاعر‏:‏‏[‏ص 321‏]‏

رأيتُ تميماً قد أضَاعَتْ أمُورَهَا * فَهُمْ بقط في الأَرض فَرْثٌ طوائف

شبههم بالفرث يتناثر من الكرش لتفرقهم، ومنه المثل ‏"‏بَقَطِيِهِ بِطِبِّكِ‏"‏ ‏(‏انظر المثل رقم 484‏)‏

وقد مر ذكره‏.‏

4157- مَنْ غَرْبَلَ النَّاس نَخَلُوهُ

أي من فَتَشَّ عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نُخَالة‏.‏

4158- مُساعَدَة الخَاطِلِ تُعَدُّ مِنَ البَاطِلِ

الخاطل‏:‏ الجاهل، وأصله من الخَطْل وهو الاضطراب في الكلام وغيره، وهذا من كلام الأفْعَى الجُرْهُمى النَّجْرَاني حكم العرب‏.‏

4159- مَرَّ لَهُ غُرابُ شِمَالٍ

أي لقى ما يكره‏.‏

4160- مَنْ بَعُدَ قَلْبُهُ لَمْ يَقْرُبْ لِسَانُهُ وَيَدُهُ

يضرب للخائف الفزع‏.‏

4161- مِنْ شُؤْمِهَا رُغَاؤُهَا

يضرب عند الأمر يَعْسُر ويكثر الاختلاَفُ فيه‏.‏

4162- مَنْ يَكُ ذَا وَفْرٍ مِنَ الصَّبِيَانِ فإنَّهُ مِنْ كَمْأةٍ شَبْعَانٌ، ومَنْ بَنَاتِ أو بَرِ المكانِ

أي من كثر صبيانه شبع من الكمأة؛ لأنهم يَجْتَنُونَهَا، وبناتُ أوبر‏:‏ جنس ردئ منها، كبعر البعير، اسم الواحد ابن أوبر، وإنما قيل بنات أوبر في الجمع لتأنيث الجماعة، وكذلك ما أشبههه مثل بَنَات نَعْش وبَنَات مَخَاض‏.‏

يضرب لمن كثر أعوانُه فيما يَعْرِض له‏.‏

4163- مَنْ ساغَ رِيقَ الصًّبْرِ لمْ يَحْقَلْ

ساغَ الشراب يَسُوغ، إذا سهل مَدْخَله في الحلق، وسُغْتُه أنا، يتعدى ولاَ يتعدَّى، والحَقْل‏:‏ داء من أدواء البطن، والصبر هنا‏:‏ الدواء‏.‏

يضرب في الحثِّ على احتمال أذَى الناس‏.‏‏[‏ص 323‏]‏

*3*  ما جاء على أفعل من هذا الباب

4164- أمْنَعُ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ

قَالَ الأَصمعي‏:‏ هي امرأة فَزَارية، وكانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقْ في بيتها خمسون سيفاً بخمسين فارساً كلهم لها محْرم‏.‏